رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

منشقة عن «داعش» تروي قصتها في «تعذيب النساء»: «تلذذت بعقابهن»

كتب: دعاء الجندي -

03:56 م | السبت 09 سبتمبر 2017

صورة أرشيفية

بفستان بسيط مكشوف وملامح باهتة ووجه شاحب وصوت بارد لا يعبر عن أي انفعالات.. جلست هاجر الفتاة العشرينية أمام شرفة غرفتها تشرب القهوة مع الحبهان وتنفث سيجارتها، وتروي قصة إنشقاقها عن «لواء الخنساء» الكتيبة النسائية العسكرية التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي.

«ملتحون يصلون ويتلون القرأن وسط شعارات تحض على الجهاد.. ليست سوى أكاذيب».. كانت بداية وصف هاجر، لتجربتها في الانضمام لصفوف «داعش»، لتستكمل حديثها: «لكن الحقيقة هي أنهم مجموعة من المرتزقة الجشعين لا يهتموا سوى بمصالحهم الخاصة على حساب كل شيء حتى الدين، لديهم العديد من المهارات بينها التخطيط العسكري والأمن والتعامل مع الإعلام.. والأكيد أن كل ذلك ليس له علاقة بالدين أو التدين».

تحدق هاجر من شرفة غرفتها إلى السماء لتعود وتستكمل حديثها: "كنت أعمل في أحد الملاهي الليلية، وانضممت إلى الكتيبة في 2/7/2014 بعدما تعرفت إلى أم ريان التونسية أقوى سيدة في التنظيم وقتها التي التحقت بالتنظيم بعد زواج ابنتها من قيادي داعشي، والتي أسست الكتيبة العسكرية النسائية «الخنساء»  بالتعاون مع أم الإسلام الجزروية زوجة السعودي عبد الله أبو إسلام، بهدف تجنيد المزيد من المقاتلات لجذب الرجال المقاتلين إلى التنظيم، مشيرة إلى أنه كان يتم تصويرهن بطريقة مثيرة من خلال تحفيز الرجال محبي المغامرة إلى الانضمام للتنظيم.

وتضيف: «شُكلت كتيبة الخنساء في 2/2/2014 بهدف تكوين جماعات قتالية من النساء بعدما تم قتل ثلاث من المقاتلين كانوا يرتدون ملابس نسائية لإخفاء هويتهم الحقيقية، وبدأت الكتيبة بنحو 35 امرأة - 3 سوريين، 2 يمنيين، 4 سعوديين، 1 كويتي، 7 تونسيين، 3 ليبيين، 9 شيشانيين، 3 مصريين، و 3 عراقيين، وكان عملها ناجح في البداية».

وتتابع: «كانت مهتمنا الرئيسية البحث عن النساء في الشوارع لتأديبهن وتصحيح سلوكهن، لكن كان ذلك هدف مزيف فالمهمة الأساسية هي تجنيدهن خاصة الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 18 – 25 عاما».

وعن أول مهمة أجرتها هاجر، قالت: «كانت أولى مهماتنا في 2/24/2014 خرجنا برفقة مجموعة من مقاتلي التنظيم لحمياتنا واستهدفت منع متاجر الملابس النسائية من عرض الملابس وإخفاء جميع ملامح العارضات البلاستيكية بأكياس سوداء والتأكد أن النساء فقط يعملن في بيع الملابس للسيدات، كما تم إغلاق جميع محال تصفيف الشعر الذي يديره الرجال، بجانب منع الأطباء من ممارسة مهنتهم وأغلقت جميع عياداتهم وأمر الطبيبات بإجراء عمليات إجهاض فقط للنساء المتزوجات من أعضاء داعش الذين لم يبرموا عقودا في حالة حمل المرأة، وكان هذا الشرط دائما مشمولا في عقد الزواج، ولم يطلب إلا إذن من والد المرأة مع اثنين من الشهود، الذين كانوا عادة أعضاء في التنظيم».

 وتوضح: «فيما بعد بدأ ينكشف الدوافع الحقيقية للكتيبة وهي تأمين الزواج لمقاتلي التنظيم، عن طريق تجنيد الفتيات ورغم رفض أعضاء الكتيبة إلا أنه كان يتم إجبارهن على ذلك ومن هنا بدأت الأمور في اتخاذ نهجا عنيفًا ووحشيًا، بعد أن علمنا أنه تم تجنيدنا للزواج من المقاتلين الأجانب اللذين يرغبون في تذوق النساء السوريات، وأتذكر أحد الفتيات كانت تدعى فاطمة الصالحي رفضت الزواج من مقاتل تونسي اشتراها من والدها بالمال، وهو الأمر الذي دفعها للانتحار رفضًا للزواج، فقتل نفسها هي الطريقة الوحيدة للهرب من الزواج».

وتضيف ردًا على سؤال هل كنتي تخافين من طرق معاقبة النساء وما هي تلك الطرق: «في الحقيقة كنت أتلذذ واستمتع خاصة في حضور أبائهن أو أزواجهن فكانت العقوبة أمامهن تسبب لهم الذل والعار..  فالتنظيم كان يملك العديد من العقبات الوحشية.. فالأزواج كانوا يعاقبوا زوجاتهم بحروق الشمع الذائب في أجسادهن حال رفضهن الاستجابة لرغباتهم الجنسية المفرطة، والعضاضة للنساء العاصيات، فأذكر مرة ضبطت سيدة ترضع طفلها في أحد الشوارع الجانبية وهو ما يعتبر فعل فاضح فعوقبت باستخدام تلك الألة التي تشبه فك الكلب تغرس في أثداء النساء وتسبب ألاما مبرحة، فتم عقابها ببعض العضات ما أدخلها المستشفى إثرها»، وتتابع: أذكر في 3/2/2014 بدأت محاولات لإغلاق مدارس الإناث بشن هجمات على كل من حميدة الطاهر ومدرسة عبد الهادي كاظم الثانوية ووسط صراخ الفتيات تم اعتقال 10 طالبات انتقدوا التنظيم قائلين نحن لا نفتقر إلى العقيدة الدينية، ولكنكم تريدون أن تعيدنا إلى العصر الحجري وكل ما يهمكم أن تغتصبونا، وهو ما كانت عقوبته الجلد الوحشي من أحد المقاتلات كانت تدعى أم حمزة كانت تتبع مجموعة أحرار الشام العسكرية، فيما عوقبت المعلمات بالعضاضة ونقلت أحدهم إلى المستشفى نتيجة لذلك».

وتستكمل: «الأوروبيات كانوا الأكثر وحشية وقسوة فكانوا يفضلن استخدام العضاضة، ويحتجزن الفتيات الأيزيديات لاستخدامهن كرقيق أبيض، وتصويرهن عاريات في فيديوهات جنسية لاستقطاب المزيد من المقاتلين».

وترد هاجر على السؤال الأخير في حديثها مع حملة «الرقة تذبح بصمت»: «أشعر الآن بالعار وأتمنى أن يغفر الله لي فهو يعلم أني تركتهم إلى الأبد، وأكثر ما أفكر فيه هو كيف كانوا يستخدمون الدين لجعل كل شيء حلال لهم فكانوا يرددون أحادي ضعيفة خلال الدورات الدينية ويخرجون عن نص القرأن ويقدمون معتقدات لا تتماشى مع مبادئ الإسلام، وأخيرا بصفتي امرأة أقول إن أي بلد لا يحترم المرأة أو أي دولة لديها قوانين لا تحمي حقوق المرأة، سوف يختفي بغض النظر عن من يقف وراءها  حتى لو كان يرتدي ستار الإسلام».