رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فتاوى المرأة

مفتى أستراليا: القرآن لا يمنع زواج المسلمة بغير المسلم.. والمشايخ يفسرونه بنظرة "ذكورية"

كتب: يسرا محمود -

11:54 ص | الإثنين 21 أغسطس 2017

مفتى أستراليا

أثار الدكتور مصطفى راشد، مفتى أستراليا، الجدل من جديد، بعد أن أكد إباحة الإسلام زواج المسلمة من أهل الكتاب، بالتزامن مع اقتراح الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى، حول تغيير المنشور رقم 73 الذى يمنع زواج المرأة التونسية من الأجنبى غير المسلم، لتنضم إلى سلسلة آرائهم الجدلية الخاصة بفتاوى المرأة.

«الوطن» حاورت «راشد» حول أسباب فتواه، بالإضافة إلى آرائه السابقة الخاصة بفتاوى المرأة حول الميراث والحجاب، وإلى نص الحوار.

ما سبب إعلانك إمكانية زواج المسلمة من المسيحى أو اليهودى، رغم أن الأزهر أصدر بياناً يُحرم ذلك الأمر؟

- أولاً الأزهر الشريف الذى أتشرف بالانتماء له لم يصدر بياناً، لكن وكيله عباس شومان أعاد نشر رأى قديم له، تزامَن مع الفتوى الخاصة بتحريم زواج الرجل غير المسلم بالمرأة المسلمة، باستثناء أهل الكتاب من المسيحيين واليهود.

وأعدت إعلان رأيى بعد مقترح الرئيس السبسى الخاص بذلك الأمر، حيث لا يوجد أى نص قرآنى أو حديث صحيح يمنع هذا الزواج، ومن يحتجون بالآية الوحيدة 221 من سورة البقرة: «وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا، وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ»، نقول لهم: أنتم تفسرون القرآن على هواكم الذكورى، لأن الآية تتكلم عن المشركين والكفار وليس أهل الكتاب، وهى نفس النص القرآنى الذى يجيز زواج المسلمين من مسيحيات ويهوديات، ولما تسأل المشايخ يقولوا لك دول كتابيين مش مشركين، ليه بقى بتكيلوا بمكيالين ليه؟ وهناك دليل قاطع على جواز ذلك الأمر شرعاً، وهو ما ورد فى السيرة النبوية لابن كثير والسيوطى والواقدى والحلبى وغيرهم، عن استمرار زواج زينب بنت الرسول من أبوالعاص بن الربيع، وهو غير مسلم، وظلّت معه حتى موته على غير الإسلام.

 

ما رأيك فى مقترحات الرئيس السبسى بشأن المساواة بين المرأة والرجل فى كل شىء؟

- المقترحات تدل على أنه رجل دولة شجاع، ويفهم مقاصد الشرع العادلة أكثر من الكثير من المشايخ، وأنا أفتيت بهذا الكلام منذ سنوات فقد قلت: إن الجمع بين أكثر من زوجة حرام شرعاً، وأرى أن المساواة فى الميراث أمر يستطيع الحاكم فعله، رغم وجود نصوص محددة قاطعة بالقرآن، لكن سيدنا عمر أوقف نصوصاً محددة قاطعة بالقرآن لظرف وقتى، كمنعه تطبيق حد السرقة فى عام الرمادة، وكذا أوقف زواج المتعة، كما أن كل حكام بلاد المسلمين أوقفوا العمل بـ«ما ملكت أيمانكم»، لصدور قوانين دولية من الأمم المتحدة تجرم ذلك عام 1948، ما يعنى أن الحاكم يستطيع لظرف وقتى ولمصلحة الناس تأويل النص والاجتهاد فيه لمصلحة الناس، والقاعدة الشرعية تقول حيثما تكون مصلحة الناس فثَمّ شرع الله.

ما سبب تحريمك لتعدّد الزوجات؟

- لا توجد أحاديث متواترة غير منقطعة موثقة السند فى هذا الموضوع، فالآية 3 من سورة النساء «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِى الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا» واضحة الدلالة، ففى قوله اليتامى، تخصيص الفعل فى حالات اليتامى على سبيل الحصر لظرف زمنى انتهى الآن، لأن اليتامى تقع مسئوليتهم على الدولة وليس على شخص بعينه، ثم يأتى تقييد التعدد الشرطى لمثنى وثلاث ورباع بقوله: «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، وهو ما يسمى بالشرط المستحيل، الذى ينفى ويمنع التعدد، لاستحالة عدل الرجل بين امرأتين فى نفس الوقت، فى كل شىء حتى النظرة أو البسمة، والعدل الكامل هو صفة من صفات الله لم يكن لبشر، ما يعنى أن القصد الإلهى يرشدنا ويطلب منا الاحتفاظ بزوجة واحدة.

لماذا أفتيت بأن الحجاب ليس من الإسلام؟

- إعمالاً للقرآن والسُّنة، حيث يقول الحديث: «إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ»، كما أنه لا يوجد نص من القرآن أو الأحاديث الصحيحة يقول بفرض الحجاب وتعريف الحجاب فهو لغة بمعنى الساتر أو الحائط أو الحاجز وحجب الشىء أى ستره، ثم نأتى لاستدلال البعض بآية الخمار على فرضية الحجاب، أى «غطاء الرأس»، التى وردت بالآية 31 من سورة النور، والتى تقول: «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ»، وسبب نزول هذه الآية أن النساء فى زمن النبى وما قبله كُنّ يَرتَدِينَ الأخمرة ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقى النحر، أى أعلى الصدر والعنق وجزء من النهدين لا ساتر لهما، وفى رأى آخر أن الخمار عبارة عن عباءة، وهنا طلبت الآية من المؤمنات إسدال الخمار على الجيوب، أى فتحة الصدر، ولم تقل الآية (وليضربن على رؤوسهن) لو كانت للشعر، وعلة الحكم فى هذه الآية هى تعديل عرف كان قائماً وقت نزولها.

هل ترى أن مشايخ الأزهر ظلموا المرأة؟

الفقهاء والمشايخ ظلموا المرأة، ويفسرون القرآن والسنة بنظرة ذكورية، على الرغم من أن الإسلام رفع من شأنها، وأعطاها الكثير من الحقوق، التى ينكرونها عليها.