بعد إصابتها بالسرطان، قررت دعاء مصطفى، 35 عاما، محاربة المرض بشتى الطرق، فأسست مبادرة "كوني محاربة"، كانت تستهدف المحاربات إلا أنها تضمنت محاربين أيضا.

تروي "دعاء" قصة اكتشافها الإصابة لـ"هن"، قائلة: "لقيت ورم في الصدر، وبعد إجراء التحليلات وعمل العينة، انهرت.. جالي في سن 27.. روحت للدكتور، وبدأت رحلة علاج 8 سنوات، وشفيت لمدة سنتين شفاء تاما، إلا أن الورم عاد مرة أخرى في العظم، ومكنتش بنام بليل من الألم، بخبط دماغي في الحيطة، مش عارفة أنام، وكان رجوعه التاني من 5 سنوات".

استعانت بإحدى الوسائل المساعدة حتى تستطيع السير: "في الأول كنت بستخدم مشاية وبعدين عصاية ودلوقتي بمشي زي الأول زي أي حد، ومش بيبان إني عندي حاجة وده كله بالإرادة والقوة".

لجأت بعد عودة تجربتها إلى تأسيس مبادرة "كوني محاربة" منذ عام، تدعم مرضى السرطان نفسيًا من الإناث والذكور بعدما أيقنت ذاتها في قدرتها بمفردها على التصدي: "المرض بييجي نتيجة لحادثة نفسية، صدمة كبيرة وضغوط نفسية، والمبادرة فكرتها جت من عز الألم اللي كنت فيه، في وقت كنت مستنية دعم ومساندة نفسية من أقرب الناس ليا وتخلى عني، وكنت منتظرة يقف جنبي يشجعني يقويني".

وترى "دعاء"، أن توظيف الحياة الاجتماعية المحيطة بالمريض مهمة جدًا: "في الأول كانت موجهة للسيدات عشان كده سميتها كوني محاربة، والفكرة هي محاربة المرض والحياة الاجتماعية، وأغلب المصابات حالتهن الاجتماعية ما بين مطلقات، وآخرين تركهن أزواجهن بسبب إصابتهن، ومن يرى من الأزواج أنه يحمل على عاتقه عبئا كبيرا بسبب مرض زوجته، وده عملته عشان ثقتي في نفسي ثم غيري".

محاربة نظرة المجتمع، والزوج، والتهكم من الآخرين، والتخلص من العبء النفسي أبرز أهداف دعاء من المباردة: "إحنا ركزنا على الأنشطة الترفيهية، وجلسات التواصل، ورحلات البحر واليخوت، وجلسات تنمية بشرية خاصة بمحاربي المرض وشملت دخول محاربين من محافظات مختلفة".