رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

لماذا تقبل المجتمعات الشرقية على "العلاج الشعبي"

كتب: نرمين عصام الدين -

10:47 م | الثلاثاء 01 أغسطس 2017

صورة أرشيفية

تميل الكثير من الأسر الشرقية، والمصرية على الوجه الأخص استخدام الحجامة، وأنواع الأعشاب المختلفة، فضلًا عن الأدوية الطبيعية وممارس بعض الطقوس الدينية، حيث لجوء الفتيات إلى أخذ الحيطة والحذر بوضع الورقة تحت الوسادة، ناصحين بها المدعين بإن بين يديه الشفاء.

التقى "هن" بعض الفتيات لمعرفة أسبابهن في اتباع تلك الطرق العلاجية.

يتوقف استخدام دينا النجار، 24عاما، للأعشاب تبعًا لأنواعها، فتقول: "الحجامة كانت بتستخدمها جدتي، وربنا شافاها من الحمرة، وأنا كنت بستخدم الأعشاب عشان كان بيجيلي دور برد وزودت المناعة عندي وبقى البرد بيجيي كل فترة، ومعتقدة فيها ولكن على حسب نوع الورقة، وتكون معروفة مش عين الكتكوت ورجل المعرفش إيه".

توافقها في أهمية ضمان ورقة العشب من عدمها، راندا ثروت، في حين أنها ترى أكثرية في كثرة الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تدعي العلاج بها بهدف تحقيق أرباح وهمية، بعلاج زائف: "العلاج بالأعشاب ده علم، والمفروض يبقى ليه متخصصين وده مش عندنا".

يوضح الدكتور علي النبوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، قائلًا: "العلاج الشعبي هو نوع من العلاجات المتعارف عليها في كل دولة حسب طقوسها وثقافتها، ويحمل الأعشاب، وعلاجات الطب النبوي، وتلك لا يعترف بها من قبل منظمة الغذاء والدواء العالمية، حيث لا يعترف بالدواء إلا إذ أقرتها هذه المؤسسة، وبذلك فهي غير مقننة دوليًا وليس لها أساس علمي".

تلجأ بعض الشعوب إلى التشريط في الجلد، والأعشاب، والمشروبات، وإعطاء جمائم، وأحجبة وقد يتحاصر المريض بطريقة أو بأخرى على هذا الطرق الشعبية، وبذلك يزداد معدل المقبلين عليها بفعل الإعلانات الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون، يقولها النبوي، مستكملًا: "في حين أن الإعلام يحذر من الاتجاه في هذا العلاج لأكثر من مرة من الدجالين والمحاربين الشعبيين الذين يكذبون على الناس والي تكثر أموالهم بطريقة مفاجئة، والأكثر مفاجئة أن بعض المترددين عليهم أساتذة الجامعة، وأحيانًا درجات علمية مرتفعة".

ويرى النبوي أن هناك أسباب نفسية، وراء سعي المريض لذلك من أهمها:

- الصورة الاجتماعية المقبولة في أن شيخ ملتحي أو قسيس يعالج بالكتاب والسنة والرقية الشرعية، والطقوس الدينية.

- رفع المسؤولية عن المرضى؛ حيث سعيك بأنك معفول به وليس لك دخل بإصابتك.

- الحل الخرافي للمرض؛ بمعنى طريق الأطباء مملوء بالصعوبات أما طريق المعالج الشعبي بسيط جدًا وهو القراءة على بعض المياه ثم يشرب ويتوضأ بها، أو في شكل ورقة توضع تحت الوسادة.

وعن التفسير العلمي لحالات الشفاء، يقول: "يرجع إلى التأثير النفسي والإيحائي بأنك قد شُفيت وتستخدم في بعض أمراض القلق والاضطرابات النفسية، والاضطرابات الهستيرية".

ويستطرد: "انتشر في الفترة الأخيرة المعالجين الشعبيين بحالات الغضروف، وآلام العظام، وجراحة المخ والأعصاب، وأن المخ لا ينتبه بالألم القديم بل يتأكسد بالتشخيص الحديث وهو نفس فكرة الحجامة للصداع والآلام".

"الفتيات الأكثر إقبالًا على مدعين ذلك النوع من العلاج".. كلمات استكمل بها، معبرًا عن إصابتهن بحالات القلق، أو "المس الشيطاني"، حيث احتياج المريضة إلى قوة خارقة وذلك أسهل عليها من قول مريضة نفسية: "حتى لا تشعر بالحرج أو بالذنب".

"التحسن قائم على تحسين مناعة الشخص، فيقلل الفيروسات ولكنها لم تقتل كليًا"، كلمات قالها النبوي معبرًا عن بيان اعتماد العقل الشرقي على الخرافة أكثر من العلم.

الكلمات الدالة