عام كامل أو يزيد، قضته هند عبدالستار في المحاكم، تكافح للحصول على حكم يدين أحد الأشخاص التي تحرش بها، وهو الجهد الذي تكلل بالنجاح، بعد حكم المحكمة على المتحرش بـ5 سنوات.

"هنّ" حاور هند، التي روت قصة التحرش بها، وكيف تصرفت بعد الواقعة، ورد فعل عائلتها والمقربين منها، ورحلتها حتى الحصول على الحكم، وإلى نص الحوار..

- اروي لنا القصة من البداية

مثل كل الفتيات المصريات، تعرضت للتحرش من شاب لا يتعدى عمره 22 عاما، كنت أسير في الشارع، وارتدي ملابس محتشمة وحجاب، وفوجئت بشاب يلمس مؤخرتي.

- كيف تصرفتي بعد الواقعة؟

شعرت بصدمة كبيرة، وقررت أنني لن أترك حقي، وبالفعل ذهبت إلى قسم حلوان و"عملت" محضر في المتحرش.

- ألم تشعري بالخوف عند دخول القسم؟

لماذا أشعر بالخوف، أنا أدعو كل فتاة مصرية ألا تخشى دخول القسم، و"ضباط القسم هما اللي هيجيبولك حقك لحد عندك، حظي الجميل أن رئيس مباحث حلوان هو المقدم وائل عرفان وهو شخص محترم لأقصى درجة، وحلف بالنص وقالي (بحق الكتاب ده هجيبلك حقك)".

- هل كنتِ تتوقعين الحكم؟

لم أتوقع على الإطلاق أن يحصل المتهم على حكم بـ5 سنوات، أقصى ما توقعته أن يسجن سنة أو اثنتين على الأكثر، بخاصة أن محامي المتحرش ترافع لمدة 15 دقيقة بكلام مرسل ضدي، واتهمني بأنني مجنونة شهرة وشكك في الواقعة، لكن القاضي المحترم قرأ التحريات جيدا وحكم بالعدل.

- بماذا شعرتي وقت نطق الحكم؟

لم أكن في المحكمة وقت النطق بالحكم، ووجدت المحامي المحترم طارق العوضي يحدثني تليفونيا ويخبرني أن القاضي حكم على المتهم بـ5 سنوات كاملة، في البداية خفت من رد فعل الناس، خفت أن يشعروا أنني قضيت على مستقبل الشاب، لكن بعدها شعرت بالفرحة الشديدة عندما وجدت الكثير من الفتيات لا أعرفهن، حدثوني ودعموني، وكانوا سعداء بالحكم.

- وماذا عن رد فعل عائلتك؟

عائلتي لم تتوقع الحكم، لكنهم شعروا بالسعادة لأجلي، والدي شعر بالخوف عليّ من أهل المتهم، بخاصة وأنهم قد سبق وأتوا تحت منزلي وسبّوني وأسرتي بأقذع الألفاظ.

- هل اتخذتي أي إجراءات لحماية نفسك من ردود أفعالهم؟

نعم، حررت محضرا بعدم التعرض منذ بداية القضية، وسوف أبدأ بتركيب كاميرات مراقبة على مدخل عمارتي كي لا يتعرضون لي.

- ما هي الرسالة التي تودين توجيهها للفتيات المصريات؟

متخافوش من الأقسام، القسم هو اللي هيجيب لك حق، أي حد يتعرض ليكي خدي طريق القانون، متتنازليش عن المحضر ومتخافيش من كلام اللي حواليكي ونقدهم، بعد حادثة التحرش بقيت تقريبا مرجع لكل فتاة تتعرض لنفس الموقف، استقبلت رسائل من فتيات تعرضن للتحرش ولا يعرفن التصرف الصحيح، الدولة ضد التحرش وتتخذ رد فعل قوي تجاه كل متحرش لكن المهم إنك ما تسيبيش حقك.