بلاي ستشين وكمبيوتر وفسح وخروجات النادي، جميعها وسائل ترفيه العديد من الطلاب خلال فترة الإجازات الصيفية، لكن أحمد عاطف، قرر التخلي عنها والاستفادة من وقته بشكل أفضل من خلال يعمل "ديليفري".

تعيش العديد من البيوت المصرية حالة تأهب قصوى في حالة أن كان لديهم ابن أو ابنة في مرحلة الثانوية العامة، مما يضع بقية الأسرة في حالة ضيق بسبب المحذورات والممنوعات الكثيرة التي تضعها ربة المنزل، لذلك كان قرار الطفل أحمد، من أجل ان يتعلم شيء مختلف.

قرار أحمد عاطف، طالب المرحلة الأعدادية، والذي لا يتعدى عمره الـ13 عاما، ويسكن في منطقة "النزهة الجديدة"، لم تواجهه أسرته بالرفض رغم مستواهم الاجتماعي الذي يمنح ابنهم المزيد من الرفاهية، حيث شجعه والده ووالدته على هذا القرار وحذروه منه أيضا.

يقول أحمد، أنه يتقاضى شهريا 700 جنيه في الشهر، لافتا أنه أراد أن يعتمد على نفسه ويحقق ذاته حتى وأن كان عمره صغير، موضحا أن أحلامه للابد أن يحققها بنفسه وليست من خلال مساعدات والده ووالدته.

وتوضح جين السعيد، لـ"هن"، أنها تعجبت في البداية من طلب ابنها خاصة وأن الفكرة غريبة في أسرتهم، لكنه أصر وطلب موافقتها، بالرغم من أن الوقت أيضا كان غير مناسب بسبب صيامه في شهر رمضان.

وأضافت والده أحمد، أن عمل أحمد في "الدليفري"، حول شخصيته تماما، جعله أكثر مسئولية وتحمل للغير، وذادت من وعيه بالمجتمع وطبقاته المختلفة، وطباع الأشخاص المتنوعة بين الخير والشر وكيفية التعامل مع كل منهم.

يقول الطفل الذي ضرب مثل في النجاح والأصرار، :"الشغل متعب ومجهد، بس ببقا فرحان عشان بعتمد على نفسي ومتحمل مسئولية أكبر، وحسيت بمتعة الشغل، وبالناس اللي بتشتغل وتتعب عشان مجبرة"، قالها الطفل أحمد عاطف والحماس والشغف يملئان عينيه.