رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

"شريرة" و"مقهورة".. صور جمعت بين المرأة المصرية والأجنبية في أدب الطفل

كتب: ياسمين الصاوي -

02:45 م | الأربعاء 28 يونيو 2017

صورة أرشيفية

أدوار لعبتها المرأة في قصص الطفل في العالم العربي، جعلته يخرج إلى المجتمع حاملا فكر غير منصف للنساء في معاملاته وكلماته ومهمشا لأدوارهن بشكل كبير، ويبدو أن "عقدة الخواجة" لن تنجح في الوصول إلى أذهان الكثيرين تلك المرة، حيث ظهرت المرأة بالصورة نفسها في أدب الطفل الإنجليزي.

معاناة ظهرت بين سطور حكايات الصغار في العالم الغربي في القرن التاسع عشر تحدثت عنها أماني توما، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الألسن جامعة عين شمس، مشيرة إلى ظهور المرأة في ثوب المقهورة والمظلومة، وإن خلعت ذلك الثوب، فسترتدي زي الغجرية الشريرة التي تخطف الأطفال من ملاجئ الأيتام وغيرها، وذلك نتيجة الحروب وفتوحات الدولة العثمانية وسيل الدماء وتشتيت الأسر والتهجير، فظهر تيار من العنف وزاد العبيد والأشرار، الأمر الذي انعكس على قصص الأطفال، ودفعت ثمنه المرأة. 

وكثيرا ما كانت المرأة في أدب الطفل الإنجليزي مثلها كغيرها من النساء، لا يتعدى دورها سوى مصدر للحنان والعطف، ويستمد الرجل منها راحته واحتياجه للرعاية والقوة فقط، دون أن تصبح هي مصدرا للقوة، وذلك على حد قولها.

"أرض البنات المنسية The Land of forgotten girls" قصة كتبتها إيرين إنترادا كيلي، لتجسد دور زوجة الأب الشريرة التي ألقت ببنات زوجها في جزيرة مهجورة، لتتعرض الأختان إلى الصراعات والظلم هناك محاولتين التغلب على كل العوائق بترابطهما الشديد، فتظهر المرأة بكلا الصورتين غير السوية والمقهورة، في حين تجد تلك القصص قبولا لدى الكبار والصغار، وذلك حسبما قالت توما.

بنظرات حادة رمق الطبيب والدة "أوليفر تويست" في الرواية التي كتبها تشارلز ديكنز، بعد أن ماتت فور ولادته غير مرتدية خاتم زفاف، فيظن بإقامتها علاقة غير شرعية، في حين حاولت تشارلوت برونتي في روايتها "جين أير" الانتصار للبطلة التي تربت في ملجأ، وعملت كمربية بمنزل أحد الشرفاء المتزوجين، وهربت من منزله بعد أن وقعت في حبه، ثم أظهرت استقلالية وقدرة على التفكير والاختيار عندما رفضت أحد الشباب المتقدم لخطبتها، وتعود إلى حبيبها بعد أن توفت زوجته وفقد بصره، وتقرر الزواج منه، وذلك كما روت أستاذ الأدب الإنجليزي.

وترى توما أن الطفل الصغير يكبر، ويتحول إلى كاتب يرسم صورة المرأة بنفسه، كما فعل الكاتب هنريك إبسن في مسرحية "بيت الدمية"، الذي صّور فيها المرأة على أنها مجرد طفلة يقدم لها زوجها الألعاب والدمى دون أن تبدي رأيها في حياته أو تملك أي فكر، لتهرب أخيرا من ذلك الوضع بحثا عن حريتها.  

وتلفت توما النظر إلى اختلاف الأمر نوعا ما مع بداية القرن العشرين والتقدم العلمي واندلاع الثورة الصناعية، لتظهر المرأة في أدوار تعكس واقعها الذي تمتعت فيه ببعض حقوقها، ولكن مازالت تحفظ صورة معينة مقربة للأطفال كمربية أو معلمة أو مذيعة برامج للصغار وغيرها.