رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

"سندريلا" و"السندباد".. حكايات كلاسيكية شوهت صورة المرأة

كتب: ياسمين الصاوي -

02:46 م | الأربعاء 28 يونيو 2017

صورة أرشيفية

قصص طفولية تحوي بين طياتها عالم من الخيال والتعليم والتنشئة على قيم وأخلاق رفيعة، وتطل من بين السطور صورة نمطية تسجن المرأة بين قضبانها، وتربي أجيال كاملة على تهميش النساء والنظر إليهن بعين الازدراء والكراهية.

تحدث "هن" مع الدكتور محمد سيد عبدالتواب المحرر بإدارة التحرير والنشر بالمركز القومي للترجمة، حول صورة المرأة في أدب الطفل، بعد أن حاز كتابه الذي يحمل ذلك الاسم على جائزة الدولة.

روى عبدالتواب، تفاصيل ظهور المرأة في حكايات "السندباد" عام 1927، باعتبارها أول قصة أطفال في العالم العربي كتبها كامل الكيلاني من وحي الموروثات الشعبية والأساطير، حيث أغفل ذكر المرأة تماما خلال الرحلات السبع التي قام بها السندباد، لتظهر على استحياء بعد أن مات أحد الرجال، وتم جلب زوجته ودفنها حية، فلا حق لها في العيش بعد وفاة زوجها.

ومن "السندباد" لـ"الأميرة النائمة" تلك القصة التي كتبها الدكتور عادل الغضبان، وتم إصدار 4 طبعات تحكي عن ترك الأمير ابنتيه وزوجته لدى والدته لحمايتهن حتى يعود من الحرب، إلا أن تلك المرأة العجوز قامت بأكل الأطفال وقتل والدتهم دون أية شفقة، وعندما لقى الكاتب انتقادات واسعة حول تلك الصورة الوحشية قام بتعديلها في الطبعة الخامسة، لترسل الجدة الأطفال إلى عصابة بالصحراء ويتم شوائهم وتناولهم كوجبة دسمة على أن تأخذ خروف تتناوله هي مقابل ذلك.

وطالما ظهرت المرأة في بداية التسعينات منتظرة فارس الأحلام ليحملها على حصانه الأبيض ويتزوجها، حتى إن "سندريلا" تلك القصة الشهيرة التي يتم روايتها للفتيات ما هي إلا نموذج لفتاة مهانة تخضع للذل والأعمال المنزلية فقط، وتنتهي قصتها بزواجها من أمير كإنجاز يستحق التصفيق، في حين عالج الكاتب عبد الوهاب المسيري ذلك الأمر في قصة "سندريلا وزينب هانم خاتون"، لتظهر البطلة كفتاة متعلمة تستقل المترو وتحلم بالزواج من رجل يحمل شهادة الدكتوراه.

يكبر الطفل حاملا بداخله فكر سطحي عن المرأة وجمالها وحنانها دون النظر إلى طموحها وفكرها، فيخرج جيل من الكُتّاب يصور المرأة كرمز للخيانة والكيد دون أية فضائل تزينها، ويظهر الرجل كقائد ومسيطر وضحية لألاعيبها، والدليل ما كتبه أحد المؤلفين العراقيين بعنوان "الإصابة في منع النساء من القراءة والكتابة" بهدف تجهيل الفتيات حتى لا يكتبن رسائل العشق والخيانة، فضلا عن تهميش المرأة على مستوى الدلالة والنحو، فإذا جاء رجل بين ألف امرأة، يتم توجيه الخطاب للمذكر، وذكر "لسان العرب" أن التأنيث يطلق على المواد الذي هو من غير الحيوان، أي الجماد.

وعندما كتبت النساء قصصا للأطفال لم تنتصر لجنسها، بل أظهرت شيئا من الاستسلام والتأثر بفكر مجتمعي تربت عليه لسنوات، في حين خرجت القليل من الكاتبات عن ذلك النهج أمثال أمل فرح وفاطمة المعدول، لتظل الفتاة في القصة العربية مجرد "سلعة" تقدم للأمير والفقير وأي نوع من الحيوانات كالفأر والغراب وغيرهم ممن يستطيع أن يقدم مهرها.

يكمن حل المشكلة من جذورها، في رأيه، في الالتفات إلى مراحل التعليم التي مازالت تحوي بعض الأفكار الرجعية كالوصايا العشر التي وجهتها الأم لابنتها بصون الرجل وتقديم الرعاية له دون أي التفات لشخصيتها وطموحها، والصور المرسومة بين طيات الحكايات والعناوين التي تنتصر للذكور، إلى جانب فكر الآباء والمعلمين والكُتّاب وصناع الأفلام وغيرهم.