رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"باعت غوايشها لتشتري كرسي متحرك لبائع متجول".. قصة صعيدية صاحبة مؤسسة لمساعدة المعاقين بالأقصر

كتب: دعاء الجندي -

01:13 م | الأربعاء 03 مايو 2017

عزة القاضي

"قوية.. مستقلة.. حالمة.. لم يستطع أي رجل قهر حلمها"، فبقوة وصلابة سيدة صعيدية عافرت منذ صغرها لتحقيق أمانيها، صبرت وثابرت بقلب امرأة وعقل وحكمة رجل رغم الصعّاب التي تمثلت في رفض والدها استكمال تعليمها رغم تفوقها وإصراره على تزويجها وهي ابنة السابعة عشر ثم إصابتها بمرض السرطان، تحدت عزة القاضي الجميع لتعود بعد إنجابها 3 أطفال إلى التعليم وتدرس علم الاجتماع ثم تلتحق بإحدى دورات إدارة المشاريع في المجلس القومي للمرأة، ومن ثم تفتتح المؤسسة الأولى لتعليم وتأهيل ذوي الإعاقة في الأقصر "مجانا".

"منذ صغري كان عندي حلم إني أكون دكتورة، واجتهدت حتى وصلت الإعدادية وحصلت على 109% ما يعني تفوقي على جميع زملائي ورغم ذلك رفض والدي التحاقي بالثانوية العامة خوفا من أن أصر على دخولي الجامعة في محافظة قنا أو القاهرة، وهو ما يضطرني للسفر أو الحياة في القاهرة لأني من مركز قوص في محافظة قنا، فرفض والدي استكمال دراستي وأصر على الحاقي بدبلوم التجارة ثم تزويجي في السابعة عشر من عمري" هكذا بدأت عزة قصتها.

رغم الضغوط وعناد الحياة معها.. أصرّت عزة على استكمال مشوارها، فتضيف، لـ"هن": "بعد فترة من الزواج بدأت أشعر بحاجتي لتحقيق حلمي القديم وتحدثت مع زوجي ووالدي اللذين رفضا بشدة الأمر، لكن مع إصراري تلك المرّة وافقا على أمل أني سأترك الدراسة لضغوط الحياة والأولاد، وبدأت دراسة علم الاجتماع في التعليم المفتوح، وبالفعل اجتازت العام الأول وحصلت على درجة جيد جدا وبدأت أكمل الدراسة حتى السنة الثالثة أصيبت بسرطان على الكلى، وتابعت العلاج الكيماوي بجانب دراستي ورعاية أبنائي الثلاثة، وكان الجميع مصر على أن أترك الدراسة لكني خشيت ذلك لتمسكي بحلمي".

وتابعت: "بعدها حصلت على دورات تدريبية عديدة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وأصبحت عضوة في النقابة الخاصة بهم، ودخلت مجال التنمية البشرية وحصلت على دبلوم من كامبردج لإعداد المدربين، وأصبحت مدربا معتمدا في أكثر من هيئة حكومية في كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة الفتيات فاقدات وضعيفات السمع، لإعادة تأهيلهم لسوق العمل عن طريق تدريبهم على صيانة الموبيلات والأجهزة الإلكترونية".

تسعى عزة إلى إقامة مشروع خدمي تنموي خاص بذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة الأقصر لمساعدتهم في تطوير مهاراتهم وبناء مستقبل أفضل لهم: "الناس دي مش محتاجة حاجة غير فرصة بس"، وتتابع: "أول علاقتي بيهم كانت سيدة ريفية بسيطة قابلتني صدفة لتسأل عن حضانة لرعاية أطفالها الثلاثة ذوي الاحتياجات الخاصة، فاكتشفت عدم وجود حضانة تستضيفهم في المحافظة وبدأت في رعايتهم لدى في الحضانة ما كان السبب في اتجاهي للدراسة والحصول على الدبلومة، ومن الحضانة الصغيرة اتسع حلمي لمساعدة الآخرين فافتتحت مؤسسة رؤيتي، وبدأت بالجهود الذاتية أدعم المحتاجين حتى إنني بعت آخر غوايشي لما راجل مسن كرسيه اتكسر وقعد أسبوع يبكي لأنه كان يعيل أسرته بتنقله في الشوارع لبيع لعب الأطفال الصغيرة والبلالين، فلم أجد ممولا يشتري له كرسيا ولكنني غير نادمة، الدهب ملهوش قيمة لو الناس مش فرحانة.. كفاية عليّ فرحته لما رجع يكسب لقمة عيشه بإيده".

نالت السيدة عزة القضي العديد من التكريمات على جهودها في مجال تنمية ورعاية ذوي الإعاقة، كان أبرزها تكريم المجلس القومي للمرأة، وتكريمها في مؤتمر التكنولوجيا الأول بسبب جهودها في إفادة ذوي الاحتياجات الخاصة بوسائلها المختلفة، خاصة تعليم 3 شابات من ذوي إعاقة السمع كيفية إصلاح التليفونات المحمولة والمساعدة في عملهن في أحد المتاجر العامة، كذلك جهودها في إنشاء المؤسسة التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة مساعدات مجانية وتساعدهم في فتح مشروعات صغيرة لكسب رزقهم بطريقة كريمة.