رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مصممة الأزياء دينا نديم: الفترة الزمنية للعمل تحدد نوعية الملابس

كتب: آية المليجى -

01:40 م | الثلاثاء 07 مارس 2017

مصممة الأزياء دينا نديم

تتلقى مكالمة تليفونية من مخرج عمل درامي ليعرض عليها تجربة جديدة في تصميم الأزياء، تبدأ في قراءة السيناريو الخاص بالعمل بدقة، تسرح بخيالها لتربط بين شخصيات العمل وما تراه من واقعها اليومي، تغوص في أعماق خيالها لتستحضر بعض النماذج القريبة من الشخصيات التي يتم تجسيدها في العمل، لتبدأ بعدها مصممة الأزياء "دينا نديم" خطوة التنفيذ التي تعد أصعب المراحل في عملها.

تصميم الأزياء، لم يكن الطريق الذي ارتسمته المصممة الثلاثينية لنفسها، بل أهلها تخرجها من كلية الفنون الجميلة للعمل كمشرفة فنية بالإعلانات لتنسق ديكور وملابس المادة المصورة، إلى أن أحبت العمل في مجال تصميم الأزياء، وبدأت شراء الكتب الخاصة بتصميم الأزياء، وعلى رأسها إصدارات المخرج الراحل شادي عبد السلام، حتى أتقنت اللعبة بالفعل، ليكون فيلم "مافيا" للمخرج شريف عرفة هو أولى أعمالها، حسب ما ذكرته لـ"هن".

حسب الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل والميزانية المخصصة لتصميم الأزياء، تحدد نديم إذا ما كانت تستخدم ملابس يرتديها الفنان من دولابه الشخصي في حالة الأعمال المعاصرة بعد استنباطها لنماذج من المجلات والانترنت، أما إذا كان العمل تاريخي تضطر للقيام بجولة بين المصادر التاريخية لاستخراج النماذج الملائمة للفترة بالإضافة إلى تفصيلها لملابس العمل.  

اختيار ألوان الأزياء لم يأتى من قبيل الصدفة، فمن خلال جلسات العمل التى تجمعها بالديكور تختار الألوان المناسبة والمتسقة، لكن ضيق الوقت الذى تقابله أحيانا فى بعض الأعمال يجعلها تختار ألوان الملابس دون معرفة الألوان النهائية للديكور، لتفاجئ ببعض الألوان المتقاربة مابين الملابس والديكور محاولة إيجاد حل مناسب مثل وضع اكسسوارات لكسر حدة الألوان المتقاربة، لكن توجد بعض المواقف لم تجد لها حلول بسبب ترتيب المشاهد والشخصيات.

              "الطرابيش" و "القبعات" أكثر المشاكل التي تواجهنا

أعمال كثيرة قامت نديم بتصميم أزيائها ما بين المعاصرة والتاريخية، ووجدت أن لكل عمل سمة يتميز بها، فما وجدته في مسلسل الجماعة من تجسيده لشخصية حسن البنا وشخصيات تاريخية أغلبهم من الرجال جعلها تسترجع إلى المصادر التاريخية من صور ومراجع لاستنباط شكل الأزياء قديما، ورغم الجودة السيئة التي اتسمت بها بعض الصور إلا أن احتواء العمل على شخصيات من الطبقة الفقيرة جعلت من شكل أزيائهم الزهيد، أسهل في تصميمه.  

لم يكن تصميم أزياء الفنان إياد نصار الذي جسد شخصية حسن البنا هي الأصعب، ومع المراحل المختلفة التي مر البنا بها، كانت تختلف طبيعة الأزياء التي كان يرتديها مثل الفترات التي ارتدى فيها الجبة والقفطان.

أما عن شخصية الملك فاروق، التي جسدها الفنان أحمد الفيشاوي، من أكثر الشخصيات التي مرت بتجارب عدة في تصميم أزيائه، فضخامة جسم الملك فاروق كانت عكس ضآلة جسد الفنان أحمد الفيشاوي الذي جسد الدور، ولجأت نديم إلى استخدام "الماسكات" للتكبير من جسد الفيشاوي.

أيضا ارتداء الطرابيش في هذه الفترة كانت من أكثر العقبات التي واجهتها، رغم وجودها بشكل أساسي في هذه الحقبة الزمنية إلا أنها أصبحت نادرة في هذا العصر، لتجدها فقط عند إحدى ورش منطقة الغورية.

               أزياء "سراي عابدين" من "وكالة البلح ووسط البلد"

تحد جديد استقبلته نديم في تصميم أزياء مسلسل "سراي عابدين"، محاكيا حياة الخديوي إسماعيل متغلبا عليها عنصر الخيال والإبداع، وبعد جلسات نقاشية مع مخرج العمل والكاتبة كان الاتفاق على جعل الاتجاه الأوروبي السائد آنذاك المنبع الذي استنبطت منه أزياء العمل، غير أن شكل هذه الأزياء كان جديد ومختلف للجمهور. 

الاختلاف بين طبقية الشخصيات كان لا بد من ظهوره في الخامات التي اشتراتها نديم لتفصيل الفساتين، فالدور الذي جسدته الفنانة يسرا في كونها الملكة جعلها تصبح الأعلى في اختيار خامات الأقمشة والألوان.

 رغم الجمال والأناقة الذى غلبت على أزياء العمل، كانت وكالة البلح المكان الذي أعطى لنديم احتياجات العمل، حيث يتسم برخص الأقمشة والتنوع.

تأقلم النجوم مع هذه الأزياء الجهد الذى حاولت نديم فيه، حيث ارتدى الفنانيين "كورسيه"، بالإضافة إلى أن "فتحة الكتف" السمة الغالبة على أزياء فساتين النجوم، وفقا للفترة التاريخية التي سارت نديم عليها.

رغم اعتقاد الكثيرين بأن تفصيل الفساتين كانت الأصعب مقارنة بملابس الرجال، إلا أن نديم رأت العكس، حيث تستخدم الإكسسوارات لتزيين الملابس، عكس الملابس الرجالية التي تحتاج إلى التمييز بين كل بذلة وأخرى. 

"أساطير وخيال، عمل مبهم ومش مرتبط لابزمان ولا مكان" هكذا وصفت نديم تجربتها مع مسلسل العهد للمخرج خالد مرعي، الذي انتهت الجلسات التي دارت بينهم على تصميم ملابس ذات طابع مصري لكنها غير محددة بمكان، مستغلة المساحة الواسعة من الخيال في رسم الشخصيات.

وتقول إن قراءة السيناريو والحوارات الدائرة بين الشخصيات، الأساس الذي بنت عليه تصور شكل الشخصية "الفنانيين كانوا مستغربين شكل اللبس لكنهم حبوا، ومكش فى أي تدخل منهم".  

              استوحيت أزياء "الخواجة عبد القادر" من "الأثريين"

من الأعمال التاريخية والمعاصرة إلى الأعمال ذات التوجه الصوفي من تأليف الكاتب عبد الرحيم كمال، صممت نديم ملابس مسلسل "الخواجة عبدالقادر" و"ونوس"، بطولة الفنان يحيى الفخراني، وإخراج شادي الفخراني.

الشخصية "عجوز سكير كاره للحياة، ويشاء القدر أن تنقلب حياته رأسا على عقب، ويتبدل من هربرت دوبرفيلد إلى الخواجة عبد القادر"، ويتطلب من نديم أن تعطي تصميم يختلف عن بقية شخصيات العمل، فاستوحت شكل ملابسه التي ارتدها من الأثريين الذين يأتوا إلى الصحراء للتنقيب، "لابس بليزر وبنطلون"، ولشدة الحرارة المرتفعة بالصحراء كانت خامات الملابس من الكتان.  

العمل مع الفنان يحيى الفخراني، كان من أكثر التجارب الممتعة التي مرت بها نديم "بيفكر في الشخصية، ويشتغل على اللبس والحركات بيتكلم معايا في أدوات وحركات تفيد الشخصية زي الساعة والعصاية اللي كان بيمشي بيها في الأول".

الامتزاج بين الماضي والحاضر الموجود بالعمل، لم يجعل نديم ترسم جميع الشخصيات، حيث فصلت ملابس السودانيين دون صعوبة بسبب وجود صور لهم، لكن تفاصيل بسيطة حرصت نديم على تواجدها مثل "البرنيطة" لتضطر نديم للسفر إلى لندن لإحضارها.

         اختارت ملابس لطفي لبيب في "ونوس" عن طريق شحاذ هندي

قميص ورابطة عنق أو بابيون تجارب كثيرة أجراها فريق عمل مسلسل "ونوس"، إلى أن هداهم التفكير أن "ونوس" شخصية غير مرتبطة بالزمان والمكان وجوده أشبه بالخيال غير مجسد، ما أدى إلى توحيد الملابس التي ارتدها الفنان يحيى الفخراني طوال تلك العمل الدرامي "اتفقنا على جاكت وتيشرت بولو والكسكتة، واختارنا اللون النبتيي على أنه جاي من اللون الأحمر شبه الدم".

ومع توقعات ونوس بانتصاره على ياقوت كان لا بد من ظهوره ببدلة جديدة، وبعد تفكير كثير قررت أن يكون اللون الأبيض هو لون البذلة التي ارتدها الفنان يحيي الفخراني "عرضتها على المخرج، وقالي أنه شايفها أحسن دراميا".  

"بائس ومنعزل ومشاعر الحزن مرسومة على وجهه"، الصفات التي اتسمت بها شخصية ياقوت، وجسدها الفنان نبيل الحلفاوي، لتعكس الملابس الحال الذي آل إليها "ملغبط ولابس حاجات فوق بعضها، فاختارنا البلطو اللي كان لابسه فى الأول وقعدنا نبوظه وننحل فيه كأنه قديم ومتغسلش".

جسدت الفنانة هالة صدقي دور الأم المصرية البسيطة التي يقتصر اهتمامها على تربية أولادها مبتعدة عن الموضة، ومع التطور العاطفي الذي ظهرت به في أواخر الحلقات كان لا بد أن ينعكس ذلك على شكل الملابس، "اتفقنا على شكل الفستان وهالة صدقي طلبت مني أن اللي يصممه منفذ الأزياء الخاص بيها".

أثناء جولتها بالبلاد المختلفة، اعتادت نديم على التقاط صور لكل ما يبدو غريب لها، والتقطت صورة لأحد الشحاذين في الهند وظلت محتفظة بها على الكمبيوتر الخاص بها، إلى أن احتاج المخرج شادي الفخراني تصور للفنان لطفي لبيب، الذي جسد دور الشحاذ قربان، ووجدت أن ما يحتاجه الفخراني كان متسق مع ذلك الشحاذ "أول ما ورتله الصورة، قالي هو دا".

 

الفنانة سلوى خطاب في مسلسل "العهد"

 

 

 

الكلمات الدالة